تستمر المظاهرات الشعبية في العراق لتدخل في يومها الثالث دون صورة واضحة عن الجهة الداعية للتحرك والمطالبة بمحاسبة الفاسدين ومكافحة البطالة، مما يطرح التساؤلات عن المحرك الأساسي للشباب العراقي في ظل أعمال العنف والتخريب التي دفعت القوى الأمنية العراقية للتعامل مع المتظاهرين بالرصاص الحي
تساؤلات لا بد من أن تصب في دائرة شبهة واحدة تختصر بسؤال منطقي عن المستفيد الأول من إشعال الساحة العراقية في وجه حكومة "عادل عبد المهدي" المدعوم من "الجمهورية الإسلامية الإيرانية".
الجواب بات واضحًا في ظل ما تشهده المنطقة من توترات كان آخرها ضربة "أرامكو" وعملية "نصر من الله"، الأمر الذي يدفع واشنطن لمساندة الرياض في اشعال ساحة عربية جديدة تحجب الأنظار عن هزيمة السعودية ومن خلفها علي يد الحوثيين.
استطاعت واشنطن استغلال معاناة الشعب العراقي لتنفيذ خطتها عبر تحريض المتظاهرين لمواجهة القوى الأمنية، في محاولة منها لإيقاع "عبد المهدي" في مواجهة مع الشباب الثائر للإطاحة به تحضيرًا لما يسمى بـ "حكومة الإنقاذ"، إلًا أن المؤشرات تدل على استحالة استقالة "عبد المهدي" في ظل الدعم الذي يستحوذه للمحافظة على منصبه وإدارة الأزمة في البلاد.
السفارة الأمريكية في بغداد أدانت استخدام العنف من قبل السلطات العراقية، في وقت أكد فيه عدد كبير من المتظاهرين عن وجود فرق ممولة من السفارة عينها ترفع شعارات تسيء للمرجعيّة الدينية في العراق، بالإضافة إلى إقدامها على حرق الأعلام الإيرانية وبثها دعوات لمقاطعة صلاة الجمعة في النجف الأشرف وكربلاء في محاولة لإحداث شرخ داخلي بين صفوف المتظاهرين مما يأخد البلاد إلى مزيد من الفوضى.
تسعى واشنطن لرسم عراق جديد تستخدمه كورقة ضغط في وجه طهران لحماية الرياض، إلا أن وعي عدد لا يستهان به من الشعب العراقي ظهر في مقاطع فيديو انتشرت على مواقع التواصل الإجتماعي، قد يشكل سدًا منيعًا في مواجهة المشروع "الأميركي ـ السعودي"، دون غض النظر عن القضية الأساس في المطالبة بالحقوق الإجتماعية والمعيشية. /انتهى/
حسين عباس ـ 3 تشرين الأول 2019
تعليقك